( الدور العملي لتيار الوسطية في الإصلاح ونهضة الأمة )
برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الهاشمية
الملك عبد الله الثاني بن الحسين
عقد منتدى الوسطية للفكر والثقافة في المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمره الدولي الثاني بعنوان: ( الدور العملي لتيار الوسطية في الإصلاح ونهضة الأمة ) في مدينة عمان في الفترة من 25-27 ربيع أول من سنة 1427هجرية، الموافق 24-26 نيسان من سنة2006 ميلادية، بحضور نخبة من علماء ومفكري وقادة العمل الإسلامي ممن ينتمون لمنهج الوسطية والاعتدال.
وبعد أن تداول المؤتمرون أحوال الأمة ودور منهج الوسطية في الإصلاح ونهضة الأمة في ظل الهجمة الشرسة على العالم الإسلامي من الخارج ، والتطرف والغلو من الداخل مما يستوجب على المخلصين العاملين في هذه الأمة استجماع طاقاتهم للارتقاء بالعمل الإسلامي من الأطر النظرية إلى الأطر العملية وبلورة استراتيجيات وخطط عملية وبرامج تعزز التواصل بين مكونات هذا المنهج الذي يعول عليه في إخراج هذه الأمة من أزمتها، وإقالتها من كبوتها ، وبعد أن اطّلع المؤتمرون على قرارات المؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في عمان ما بين 4 – 6 تموز ( 2005 ) والمتعلقة بصحة إسلام أتباع المذاهب الإسلامية الثمانية والاعتراف بها ، واحترامها وحرمة دم وعرض ومال أتباعها والتنديد بالذين يتجرأون على التكفير والفتوى دون أن تتوافر فيهم الشروط التي تؤهلهم لذلك، والدعوة إلى نبذ الخلاف بين المسلمين وإلى توحيد كلمتهم وتقوية روابط الأخوة التي تجمعهم ، وألا يتركوا مجالاً للفتنة بينهم .
ونظراً لأهمية نتائج المؤتمر وقراراته ودورها في ترسيخ مفهوم الاعتدال والوسطية فقد قرر المشاركون في المؤتمر تبني هذه القرارات واعتبارها جزءاً من قرارات وتوصيات مؤتمر ( الدور العملي لتيار الوسطية في الإصلاح ونهضة الأمة ) ، ومشاركة العلماء في التوقيع عليها تأكيداً لتبنيها والالتزام بها والدعوة إليها وعلى ضوء ذلك وبعد الإطلاع على البحوث وأوراق العمل المقدمة للمؤتمر والاستماع للمناقشات والحوار الذي دار حولها فقد أصدر المشاركون القرارات والتوصيات التالية :
أولاً : يتقدم المشاركون في المؤتمر إلى حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بخالص الشكر والتقدير لرعايته لهذا المؤتمر، كما يثمن المشاركون الدعم الذي قدمته الحكومة الأردنية لإنجاح هذا المؤتمر.
ثانياً : التأكيد على اعتبار الثقافة الإسلامية حصن الأمة – وعنوان هويتها الحضارية – ومرتكز خصوصيتها ، وأن تنهض الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بمهمتها في الحفاظ عليها وتعزيزها ، والتركيز على نهج الوسطية والاعتدال مكوناً أساسياً في الأطر الإسلامية الفكرية والحياتية مما يعزز دور الاعتدال في أداء مهمته على امتداد الساحة العربية والإسلامية .
ثالثاًً : إقرار مبدأ وآلية التواصل بين مكونات منهج الاعتدال ، علماء وأحزاباً ومؤسسات وذلك ضمن الوسائل التالية :
أ – دعم فكرة المنتدى العالمي للوسطية بعد الاطلاع على نظامه الأساسي والبدء بالخطوات العملية التأسيسية.
ب – إقرار فكرة ( دورية اللقاء ) لتيار الاعتدال سنوياً واختيار محور واحد من محاور البحث لكل لقاء والتعمق في دراسته وبيان آليات تنفيذه .
ج- اعتماد الموقع الالكتروني لمنتدى الوسطية للفكر والثقافة كنواة لنشر الفكر الوسطي ومنهج الاعتدال إلى أن يتم اعتماد موقع جديد بالإضافة إلى المواقع المعتمدة الأخرى .
د- تشكيل لجنة متابعة لتوصيات المؤتمر ، تجتمع دوريا لمتابعة تنفيذ التوصيات .
هـ – تشكيل لجنة مالية لتأمين التمويل المالي لتنفيذ برامج منهج الاعتدال والوسطية وخططه، تكون مهمتها التنسيق مع اللجنة التنفيذية والمنتدى العالمي من أجل تذليل العقبات التي تحول دون تنفيذ هذه القرارات .
و – صياغة بيان باسم تيار الاعتدال أو المنتدى العالمي للوسطية ، يرسل إلى أصحاب الجلالة والفخامة الملوك والرؤساء العرب والمسلمين، وإلى الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، من أجل اعتماد المنتدى العالمي للوسطية كأحد مؤسسات المجتمع المدني التي يتم التعامل معها من خلال الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وتكليف اللجنة التنفيذية بصياغة هذا البيان .
ز- تشكيل ( لجنة علمية ) تكون مهمتها جمع جميع الأدبيات والأبحاث التي طرحت حول الوسطية والاعتدال عبر المؤتمرات المختلفة وانتقاء ما يمكن طباعته منها باللغات المختلفة ، واعتماد خطة لتوزيعها على الجاليات الإسلامية في العالم للاستفادة منها ، وفقاً للأصول المتبعة .
رابعاً: إطلاق حملة حوارية داخلية بين التيارات الإسلامية المختلفة وكل مكوناتها للوصول إلى أرضية مشتركة من فهم الأطر الفكرية والتنسيق للعمل الإسلامي فيما يخص التحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين على امتداد الساحة الإسلامية وذلك بمتابعة من المنتدى العالمي للوسطية قدر الإمكان .
خامساً : يوصي المؤتمر بأن يعمل المنتدى العالمي للوسطية على التواصل مع سائر الهيئات والجهات الإسلامية التي تحمل المنهج الوسطي والسعي للتنسيق في ما بينها، والتعاون لطرح مبادرات إسلامية مشتركة لتوسيع نطاق طرح المنهج الوسطي الإسلامي في سائر الميادين وعلى مختلف المستويات الشعبوية والنخبوية.
سادساً: السعي لتعزيز انتشار المنهج الوسطي الإسلامي في الفضائيات ولا سيما تلك التي أعلنت لنفسها نهجاً إسلامياً، مع إمكانية المبادرة إلى إنشاء فضائية تطرح النهج الوسطي كما يمارسه المنتدى، إذا توافرت لذلك الأسباب والأمكانيات اللازمة، مالياً وفنياً وتخصصياً .
سابعاً: مواجهة الفهم المغلوط عن الإسلام، كما ساهمت في نشره مناهج التدريس، والوسائل الفكرية والإعلامية والثقافية في الغرب، والتواصل مع الأفراد والجهات ذات الخبرة على هذا الصعيد، ودراسة ما سبق من مساعٍ لتصحيح الصور النمطية الناجمة عن ذلك الفهم المغلوط، واتباع الوسائل المناسبة للإسهام في هذه المساعي كالمؤتمرات الدولية، ودعم مراكز البحوث المناسبة والتعاون مع الجهات ذات الشأن، ولا سيما المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
ثامناً: التعاون مع الأفراد والهيئات الإسلامية التي تحمل النهج الوسطي الإسلامي، لصياغة استراتيجية تيار الوسطية، وخطط عملية لتنفيذها، وتعميمها على أوسع نطاق ممكن والتعاون مع الجهات المعنية لتنفيذها ، وحث الحكومات والهيئات والمؤسسات الرسمية والمدنية على تبنيها ودعمها.
تاسعاً : الاستمرار في التأكيد على ضرورة استمرار الحوار والتواصل بين المذاهب الإسلامية ، من أجل مزيد من التقارب والتفاهم.
عاشرا: الكتابة إلى رؤساء الحكومات في الدول العربية والإسلامية وإلى اتحاد الجامعات العربية من أجل اعتماد مساق خاص في الجامعات يدرس فيه ثقافة الوسطية والاعتدال مع الاستعداد لعمل كتاب منهجي علمي لهذه الغاية من قبل مجموعة من العلماء المشاركين في المنتدى العالمي للوسطية وتقديمه مشروعاً جاهزاً للتنفيذ .
حادي عشر: اعتماد رسالة عمان والدعوة إلى تبنيها على نطاق واسع من خلال أجهزة الإعلام والتربية والتوجيه وكذلك مقررات مؤتمر الوسطية الذي عقد في عمان عام 2004 ومقررات مؤتمرات الوسطية التي عقدت في الكويت والمملكة العربية السعودية والبحرين وغيرها، ضمن أدبيات تيار الاعتدال وتعميمها .
ثاني عشر : التأكيد على النتائج والتوصيات التي انبثقت عن المؤتمر الإسلامي الدولي الذي عقد في عمان عام 2005، والذي أكد على ضرورة تعزيز الوحدة الإسلامية واحترام المذاهب الفقهية وتحريم تكفير المسلم لأخيه المسلم والاعتراف المتبادل بالمذاهب الإسلامية الثمانية.
ثالث عشر : اعتماد لجنة ” حوار ” مع القوى الفكرية والسياسية والغربية ، بحيث يتم الحوار عبر مجموعة تمثل تيار الاعتدال وليس حواراً فردياً أو قطرياً لأن ذلك أدعى إلى إيصال الفكرة المطلوبة إلى الأخرين واستمرار التواصل حولها .
رابع عشر: ترشيح عدد من الشخصيات غير الإسلامية من الغرب والشرق بالتعاون مع المراكز ذات العلاقة ، ممن يوصفون بالتسامح والاعتدال وقبول الآخر، ودعوتهم إلى مؤتمر قادم ضمن خطة تهدف إلى توسيع دائرة الاعتدال من إطارها العربي والإسلامي إلى إطارها العالمي .
خامس عشر : التعاون مع الجهات الجامعية المختصة في البلدان الإسلامية للتواصل مع الجامعات الغربية والحوار معها حول فروع الدراسات الإسلامية فيها، والعمل على تصحيح الصور السلبية والخاطئة المحتملة، مع الاستعداد للتعاون في إسهام متخصصين مسلمين في تلك الفروع وفق قواعد التبادل والتعاون بين الجامعات.
سادس عشر : يوصي المؤتمر باستنهاض همم الفنانين العرب والمسلمين والكتابة إلى نقابات الفنانين في العالم العربي والإسلامي بالتوجه نحو انتاج مسلسلات وأفلام تخدم النهج الوسطي الإسلامي، على مستوى الاستهلاك المحلي وبما يناسب التسويق العالمي ودعم هذا التسويق وفق الأصول المتبعة بين القطاعات السينمائية والتلفزيونية العاملة في البلدان الإسلامية والغرب.
سابع عشر: يؤكد المؤتمرون عدم كفاية المعالجة الأمنية في مواجهة مختلف أشكال التطرف والغلو وضرورة معالجتها من خلال مواجهة أسبابها ومنها سياسات بعض النخب الحاكمة في الغرب وسيطرة حالة العداء على تعاملها مع قضايا الإسلام والمسلمين عموما وضعف مواجهة هذه السياسات بالصورة الكافية من جانب الحكومات العربية والإسلامية. ويرى المؤتمرون ضرورة توجيه رسائل وبحوث معمقة بهذا الصدد إلى صانعي القرار وإلى مراكز البحوث والدراسات المؤثرة على صناعته.
ثامن عشر : أن تيار الاعتدال يؤكد على أن هدفه هو ” خدمة الإسلام ” ضمن رؤيته الوسطية ، وأن ليس في مخطط أحزابه ورموزه وتياره اعتماد أي نوع من العنف لتنفيذ منهجه ، وأن علاقته مع الحكام هي علاقة ” نصح و تشاور ” .
تاسع عشر : أن مقدرات الأمة الإسلامية الاقتصادية هي أمانة في أعناق الحكومات يجب تخصيص جزء منها لخدمة ” دين الأمة ” ، ليس على الساحة العربية والإسلامية فقط وإنما على الساحة العالمية والدولية .
عشرون : إن معركة المفاهيم والمصطلحات هي إحدى المعارك التي تخوضها الأمة لإثبات هويتها وهي في هذا الجانب تؤكد على التوصيف الدقيق لمجموعة المفاهيم والمصطلحات المتداولة ، كالإرهاب والتطرف والمقاومة ، وتؤكد على حق الأمة في المقاومة المشروعة لكل أنواع الاحتلال على امتداد الساحة العربية والإسلامية وبخاصة في العراق وفلسطين ، كما يدين المؤتمر عمليات التفجير والقتل العشوائي التي يتعرض لها أبناء الشعب العراقي وكذلك ممارسات قوى الاحتلال في العراق وفلسطين ويطالب برحيلها عن أرض العراق وفلسطين وأفغانستان.
إحدى وعشرون : بعد أن أثبتت المرأة المسلمة قدرتها على الحضور الفكري والسياسي يوصي المؤتمر بمساندة هذا الدور وتعميق الطرح الفكري المنسجم مع ثوابت الإسلام لقضية المرأة تأكيداً لحقها في إطار تكاملها مع أخيها الرجل وليس في إطار المصادمة والصراع ، ويوصي المؤتمر بأن يكون من بين أعضاء المنتدى العالمي للوسطية عدد من السيدات المسلمات .
اثنان وعشرون: يؤكد المؤتمر ضرورة العمل على إزالة الفجوة القائمة بين من يوصفون بالنخب على الصعيد الإسلامي في الميادين الفكرية والثقافية وغيرها وبين العامة المسلمين ، ويؤكد المؤتمر ضرورة العمل على تكثيف التواصل مع الشباب والناشئة واعتبارهم المنطلق لنشر الخطاب الإسلامي الوسطي المعتدل ودعم مشاركتهم في الخطط والبرامج والمبادرات والمشاريع التنفيذية المختلفة.
ثلاث وعشرون: يؤكد المؤتمر أهمية العمل على تطوير مناهج التدريس بما يعزز تنشئة الجيل الجديد بصورة مبكرة على استيعاب الإسلام بشموله ووسطيته وتكامل جوانبه المختلفة وعلى تكوين الشخصية الإسلامية المستقلة المعتمدة على نفسها والقادرة على التميز وتجنب مختلف صور الانتقاص من بعض جوانب الإسلام في مناهج التدريس تحت تأثير الهجمة العالمية بمختلف عنواينها.
أربع وعشرون: يؤكد المؤتمر أن انتشار تيار الوسطية ودعمه ومواجهة ما ينافيه داخلياً ودولياً يتطلب العمل على إلغاء قوانين الطوارىء والقوانين الإستثنائية وعلى تحقيق مصالحة وطنية شاملة تعتمد ما أقره الاسلام من مبادىء الحرية والعدالة والمشاركة والمسائلة وسيادة حكم القانون وهي ذاتها مبادىء الديمقراطية التي تحقق أساساً للتراضي الوطني بين الحكومات والشعوب .
خامس وعشرون: قرر المؤتمرون تشكيل لجنه تحضيرية توكل إليها مهمة متابعة إجراءات تأسيس المنتدى العالمي للوسطية مكونة من السادة:-
اعتماد المهندس مروان الفاعوري منسقاً عاماً للمنتدى العالمي للوسطية