البيان الختامي للدورة السابعة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي

Basmallah

يلقيه الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة
أمين المجمع

عمّان – المملكة الأردنية الهاشمية
28 جمادى الأولى – 2 جمادى الثانية 1427هـ
24- 28 يونيو 2006م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته إلى يوم الدين.
حضرات أصحاب السماحة والفضيلة والمعالي والسعادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
برعاية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أيده الله بتوفيقه وعونه، انعقد مؤتمرنا السابع عشر بمدينة عمّان الغراء، إثر اعتماد النظام الجديد لمجمعنا من قبل مؤتمر وزراء الخارجية في باكو، بجمهورية أذربيجان، في الفترة (28 جمادى الأولى- 2 جمادى الآخرة، 1427هـ، 24-28 حزيران/ يونيو 2006م)، وكان انعقاد هذه الدورة بهذا البلد المضياف استجابة لدعوة كريمة من المملكة الأردنية الهاشمية، جزاها الله عنا كل خير، وقد تم عقد الدورة بتنظيم مشترك من مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي بعمان، ومن أمانة مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وقد انتدب صاحب الجلالة لإلقاء كلمته السامية في الجلسة الافتتاحية صاحبَ السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، مبعوثه الشخصي ومستشاره الخاص، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في الجلسة الافتتاحية، وقد تناول فيها الكلمة على التوالي كل من عطوفة الأستاذ إبراهيم شبوح مدير مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، ومعالي الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، أمين المجمع، ومعالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وأكد جميعهم على سعادتهم البالغة بإقرار النظام الجديد للمجمع، كما أكدوا على أهمية الموضوعات العلمية المطروحة في هذا الاجتماع المبارك ومواكبتها للواقع، والتي تنوعت إلى موضوعات عقدية، وفكرية، وأصولية، واجتماعية، واقتصادية، ودولية، وطبية، كما تناولت شؤون الأقليات الإسلامية.
وحضر الجلسة الافتتاحية عدد من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة رجال الدولة الموقرين، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين، ونخبة من العلماء والمفكرين من الجامعات والمؤسسات الثقافية في الأردن، وأعضاء المجمع وخبرائه المحترمين، وأسِفنا كثيرا لتغيّب سماحة الشيخ الدكتور بكر بنِ عبد الله أبو زيد، رئيسِ المجمع لظروفه الصحية، نسأل الله تعالى له الشفاء العاجل.
وشارك في جلسات المؤتمر وأعماله الأعضاء العاملون من منتدبين ومعينين وكذلك الخبراء، وامتدت أعمال هذه الدورة على مدى خمسة أيام. فكانت مليئة بالجهد والبحث والمناقشة، بلغ عدد موضوعاتها المبحوثة في هذه الدورة أحد عشر موضوعا، قُدِّم فيها أربعة وخمسون بحثا، نوقشت مسائلها وقضاياها من خلال مداخلات واعية من قبل السادة الأعضاء والخبراء، خلال ثماني جلسات، وصدرت بشأنها القرارات والتوصيات التي استمعتم إليها، وقد أعدّتها مشكورة لجان الصياغة، كما وافق عليها الأعضاء العاملون بعد مناقشتها في جلسة خاصة.
وتم إصدار بيان هام، بشأن القدس، والمسجد الأقصى، والعراق، والصومال.
ورفع المشاركون برقية شكر وتقدير لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم عبروا فيها عن أسمى آيات الشكر والعرفان للدعم السخي الذي قدمه جلالته لمجمع الفقه الإسلامي الدولي ورعايتِه المتواصلة لأعمال هذه الدورة.
كما قدم المشاركون برقية شكر لصاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، عبروا فيها عن عميق شكرهم لعناية سموه بالمشاركين في أعمال هذه الدورة.
وعلى هامش أعمال هذه الدورة انعقدت عدة اجتماعات لمجلس المجمع، منها جلسة عامة شرفت برئاسة الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وبعد التشاور بين أعضاء المجلس تمت الموافقة بالإجماع على تسمية أعضاء هيئة المكتب، وهم موزعون بالتقسيم الجغرافي على النحو الآتي:

  • عن المجموعة العربية: معالي الدكتور عبدالسلام داود العبادي، وسماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي.
  • عن المجموعة الآسيوية: سماحة آية الله محمد علي التسخيري، وفضيلة القاضي الشيخ محمد تقي العثماني.
  • عن المجموعة الأفريقية: فضيلة الدكتور قطب مصطفى سانو، وفضيلة الدكتور أبو بكر دكوري.

كما تم الاتفاق على أن يرأس الجلسات العلمية لهذه الدورة معالي الدكتور عبدالسلام العبادي نيابة عن رئيس المجمع، اعتمادا على ما نص عليه نظام المجمع من أن يكون العضو المنتدب للدولة المضيفة نائبا لرئيس المجمع في الدورة المستضافة.
وكان من أهم ما تميزت به هذه الجلسة:
الكلمة السامية لصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني –أيده الله ونصره-وقد اعتبرها أعضاء المؤتمر وثيقة رئيسة لهذه الدورة.
وتم التنبيه على إصدار اللوائح التنفيذية الخاصة وتعديلها على ضوء النظام الأساسي الجديد للمجمع.
كما تم تفويض هيئة المكتب لتشكيل وتسمية أعضاء الشعب المختلفة المذكورة في النظام الأساسي، من خلال رغبات الأعضاء والخبراء بضمهم إلى تلك الشعب.
وعقدت هيئة المكتب عدة جلسات -بعضها برئاسة معالي أمين عام المنظمة شخصيا أيضا-وبعضها الآخر برئاسة الدكتور عبدالسلام العبادي، عضو المجمع، وتم فيها تداول النظر حول أمور عدة منها:

  • ضروة ®متابعة هيئة المكتب سير الجلسات العلمية للمجمع، والإقرار المبدئي لمشروعات القرارات والتوصيات المراد إصدارها.
  • تأجيل مناقشة الأمور المتعلقة بالموازنة المالية والشؤون الإدارية،إلى الاجتماع الذي دعا الشيخ آية الله محمد علي التسخيرى إلى عقده في طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد ستة أشهر من الاجتماع الحالي.
  • التنبيه على الالتزام بتطبيق النظام الأساسي الجديد للمجمع، الذي جاء مسايرا لما تقتضيه ضرورة تطويره وفق مقررات مؤتمر القمة الإسلامي الاستثنائي الثالث المنعقد بمكة المكرمة خلال شهر ديسمبر 2005م.
  • التأكيد على تفويض أمين المجمع إعداد مشروع اللائحة التنفيذية للمجمع، حسب ما ورد في المادة السادسة عشرة من النظام الأساسي.
  • التأكيد على أن إصدار اللوائح المنظمة لشعب المجمع ولجانه الفرعية من اختصاص هيئة المكتب.
  • الاتفاق على ضم العارض ومقرر اللجنة إلى هيئة صياغة القرارات.
  • التوصية بتشكيل شعب المجمع وتسميةِ أعضائها وذلك بناء على رغبة الأعضاء والخبراء، ووضع اللوائح المنظمة لعملها.
  • تشكيل شعب المجمع العلمية.
  • الموافقة على تعيين الخبراء حسب الحاجة في الموضوعات المطروحة على جدول أعمال كل دورة.
  • التوصية بعرض الموضوعات التي ستطرح في الدورات القادمة على هيئة المكتب.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أجزل عظيم الشكر والتقدير لصاحب الجلالة الملك المعظم عبد الله الثاني ابن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، أعزه الله وأيده، ولصاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد، مندوب جلالة الملك، المبعوث الشخصي والمستشار الخاص، الذي شرف هذه الدورة بحضوره ورعايته.
كما أنوه بجهود اللجان العلمية، والتحضيرية، والإعلامية، وبالأجهزة الإدارية والمختصة بالعلاقات العامة، والفنية، وبالكتابة العامة، والمراسم، بمؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي، وأخص بالشكر معالي الدكتور عبدالسلام داود العبادي، مستشار الدولة للشؤون الإسلامية والدينية، رئيس جامعة آل البيت، ورئيس هذه الدورة، ومعالي الأستاذ إبراهيم شبوح، مدير مؤسسة آل البيت، على ما لقيناه من صنوف الإكرام والحفاوة والتسهيلات والسعي الدؤوب قبل انعقاد الدورة وفي أثنائها.
وإني لأشكر السادة أعضاء هذا المجمع وخبراءه على ما بذلوه من جهد خلال هذا الأسبوع، وأخص بالذكر المقرر العام الدكتور عبدالستار أبو غدة، وجميع أعضاء لجان الصياغة.
وأوجه التحية لأجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، التي اهتمت بنقل أخبار هذه الدورة، وإلى موظفي فندق ميريديان عمّان الذين سخروا أنفسهم لخدمة المؤتمر والمشاركين فيه.
وختاما أتمنى أن تكون هذه الدورة قد حققت ما كان مأمولا منها، وأضافت لمنجزات مجمعكم إضافة جديدة بفضل ما بذلتموه من جهود نرجو أن يستفيد منها علماء هذه الأمة وعامتها.
وإلى لقاء خير آخر، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.